ارتفعت تكاليف تأسيس المطاعم ومحال تجارة الأغذية والمشروبات في المناطق الشمالية بنسبة تصل إلى 150%، مقارنة بالفترة السابقة لأزمة جائحة كورونا، نتيجة ارتفاع أسعار المعدات وخامات التصنيع والشحن.
وقال رواد أعمال مواطنون ومستثمرون من جنسيات مختلفة إن متطلبات واشتراطات الجهات الصحية المحلية المعنية باعتماد مخططات التصميم لمطابخ ومعدات المطاعم والمحال المتخصصة ببيع الأغذية والمشروبات، أدت إلى ارتفاع تكاليف التأسيس للمشاريع الجديدة، إذ تبلغ كلفة معدات محل تجاري متخصص ببيع الوجبات السريعة نحو 50 ألف درهم حالياً، مقارنة بنحو 20 ألفاً في السابق.
وأكد مختصون في صناعة معدات المطابخ والمطاعم، أن أسعار المعادن الخاصة بصناعة معدات المطاعم، والمحلات التجارية ارتفعت بنحو 150% بسبب ارتفاع الأسعار في الدول الموردة، فضلاً عن ارتفاع تكاليف الشحن.
وقال صاحب ومدير عام مصانع القمة لصناعة معدات المطابخ والمطاعم في الشارقة علاء محمد، إن سعر لوح «الستانل ستيل» الخاص بصناعة هذه المعدات، ارتفع من 150 درهماً إلى 380 درهماً، فضلاً عن ارتفاع تكاليف الشحن بنسبة تتجاوز 500% في بعض دول التصنيع الأساسية في العالم.
ولفت إلى أن مبيعات الشركة شهدت نمواً مقارنة بفترة أزمة جائحة كورونا بنسبة تصل إلى 50%، رغم ارتفاع الأسعار، مرجعاً ذلك إلى أن الأسواق التجارية تشهد تجديداً في الاستثمارات التجارية، إذ إن المشاريع الحديثة حلت محل المشاريع التي أغلقت أبوابها بسبب كورونا.
بدوره، قال صاحب مدير مصنع الريادة المتخصص في صناعة معدات المطابخ والمطاعم في عجمان خالد محمد، إن تكاليف إنشاء معظم المشاريع التجارية التي تعتمد على المعدات المعدنية ارتفعت بنسبة 150% نتيجة مجموعة من العوامل في مقدمتها قلة المعدات الجاهزة في السوق وزيادة الطلب المحلي، وارتفاع الأسعار في الدول الموردة، وزيادة تكاليف الشحن.
ولفت إلى أن ارتفاع حجم الطلب مقابل محدودية المعدات المتوافرة، شكل عائقاً أمام أصحاب المشاريع الجديدة، الأمر الذي قاد إلى ارتفاع الأسعار بشكل جنوني على بعض المعدات المتخصصة، لينعكس ذلك أيضاً على ارتفاع أسعار المعدات في السوق المستعمل.
من ناحيته، قال رائد الأعمال الإماراتي سعيد الكتبي، إنه بدأ تأسيس محل تجاري لبيع الوجبات الغذائية السريعة برأس الخيمة، قبل بدء أزمة جائحة كورونا في عام 2020، لكن بسبب الإغلاقات تأجل التأسيس إلى حين زوال العوائق التي تواجه الأسواق في حينها، ليستأنف العمل على إنشاء محله التجاري في أكتوبر الماضي، ويصطدم بارتفاع التكاليف على أعمال الإنشاء ومواد بناء ومعدات المطعم.
وأوضح أن المحل التجاري اليوم يحتاج إلى أضعاف الميزانية التي كان رصدها لمشروعه، إذ إن تكاليف المعدات ارتفعت 100%، الأمر الذي قاده للبحث عن معدات مستعملة إلا أنه وجد أن أسعارها ارتفعت.
ولفت إلى أن متطلبات الجهات المحلية في رأس الخيمة، والمعنية في إصدار الموافقات على مخططات التصميم، ترفع مع حجم التكاليف لإنشاء المعدات، موضحاً أنه المحل التجاري المخصص لبيع نوعين فقط من الوجبات السريعة يحتاج إلى 6 مغاسل، و3 ثلاجات بحسب مخطط التصميم، بكلفة تتجاوز 30 ألف درهم دون غيرها من المعدات.
وأضاف أنه من الضروري تخفيف متطلبات التصميم، لينعكس ذلك على انخفاض التكاليف ودعم الأعمال في بداية أعمالها.
بدوره، قال المدير التنفيذي لمنصة سناكات كافية، المتخصصة بتجارة المواد الغذائية التي تعود للمشاريع المنزلية الإماراتية محمد الشحي، إنه أطلق في بداية عام 2020 مشروعاً مركزياً لإعداد الأغذية، يقدم الخدمات لأصحاب مشاريع الطعام المنزلية.
وأضاف إنه في مارس 2020 مع دخول العالم جائحة كورونا، شكلت الإغلاقات الاقتصادية تحدياً أمام أعمالهم، وعند بدء التعافي والخروج من التبعات الاقتصادية الناجمة عن الجائحة، قررنا استئناف أعمالنا في إنشاء المركز، لكننا فوجئنا بفارق الكلفة، التي ارتفعت بشكل كبير جداً، لنتوقف عن إكمال المشروع مؤقتاً، مبيناً أن طبيعة المركز تعتمد على تأسيس مطابخ عدة متخصصة في مكان واحد.
ولفت إلى أنه من الضروري على الجهات المحلية تخفيف المتطلبات في مخططات التصميم، لتنعكس على تخفيض تكاليف الإنشاء للمشاريع المتخصصة بتجارة الأغذية وغيرها، التي تتطلب استخدام المعادن في تصميم معداتها.
www.alroeya.com …. المصدر
التعليقات