وجدت العديد من الشركات في منطقة الشرق الأوسط نفسها أمام نموذج عمل هجين غيّر من أسلوب التفاعل مع بيانات الأعمال وطُرق مشاركتها. وقد وضع هذا التغيير أقسام تكنولوجيا المعلومات لدى هذه الشركات أمام قدر كبير من التعقيدات، برغم ما أسفر عنه أيضاً من تحسين كفاءة العمل وتعزيز التوازن بين حياة الموظفين الشخصية والمهنية. كما أسهمت الزيادة المتواصلة في أعداد هجمات برمجيات الفدية في زيادة الضغط على فرق تكنولوجيا المعلومات والرؤساء التنفيذيين، ولا سيما أنّ الأطراف ذات النوايا الخبيثة تُواصل تتبع نقاط الضعف لدى العديد من الشركات التي تعتمد نماذج العمل عن بُعد. وفقاً للمدير العام ونائب الرئيس الإقليمي للأسواق الناشئة الدولية لدى فيريتاس تكنولوجيز، جوني كرم.
وأضاف كرم، «تحتاج الشركات العاملة في المنطقة الآن للتفكير بسُبل للحد من تأثيرات أي تهديدات محتملة لبياناتها، سواء من خارج الشركة أو من داخلها، بما ينسجم مع طموحات الحكومة الإماراتية باعتماد مجموعة من البنى التحتية أكثر أماناً وقوةً». ومن هذا المنطلق، نتناول فيما يلي بعض الاتجاهات الرئيسية التي نتوقع أن تتبلور في المرحلة المقبلة.
1. الشركات ستكون بحاجة لتوحيد سياسات خصوصية البيانات ومخاطرها واكتشافها لتجنب حالات عدم الامتثال التنظيمي
ستُضطر الشركات خلال عام 2022 إلى توحيد استراتيجيات الامتثال الخاصة بها لمواجهة اثنين من أبرز التحديات التي ستُواجهها. بدايةً، أسهم الاعتماد المتسارع لاستراتيجيات التحول الرقمي والانتقال نحو نموذج العمل الهجين تدريجياً في مساعدة الكثير من الشركات على تجاوز الأزمة غير المسبوقة والازدهار، غير أنّه أسفر عن توزع البيانات بين مجموعة متزايدة من أدوات المراسلة والتعاون. ومن جانب آخر، لا يزال من الصعب للغاية الحفاظ على موقع ريادي في مجال الامتثال بسبب التطور المستمر في المشهد التنظيمي العالمي.
2. الوعي بالأمن السيبراني سيُسجل أعلى مستوياته على الإطلاق في أوساط الموظفين
سلّطت الزيادة الهائلة في أعداد هجمات برمجيات الفدية الضوء على مخاطر البرمجيات الخبيثة، ما عزز من حضور مسألة الأمن السيبراني على منصات التواصل الاجتماعي وفي نشرات الأخبار الرئيسية. ونتيجةً لذلك، أصبح الموظف العادي أكثر وعياً حيال هجمات برمجيات الفدية، ما جعله أكثر انفتاحاً وتقبُّلاً لتعلُّم سُبل مواجهتها. ولا بد أن يتوقع الموظفون خلال عام 2022 أن يشهدوا زيادة ضخمة في المراسلات التي تصلهم بشأن سُبل حماية بيانات الشركة ودورهم في حلّ هذه المشكلة.
3. الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة سيُحفزان الموجة القادمة من هجمات برمجيات الفدية – وسيطرحان سُبل الوقاية منها
وتُشير التوقعات إلى أنّ الحلول الأمنية وأدوات حماية البيانات المعززة بتقنية الذكاء الاصطناعي ستتصدر المشهد بالنسبة للقراصنة الإلكترونيين والشركات التي تعمل للحيلولة دون حصولهم على بياناتها. وبينما يبتكر القراصنة التهديدات القادرة على التكيّف تلقائياً لتجنب رصدها، تستجيب الشركات باستثمار حلول الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة لتأمين بنيتها التحتية وحماية بياناتها بالاعتماد على أدوات تتعلم وتتطور باستمرار بشكل مستقل. وسيُسهم هذا بشكل كبير في توفير الوقت للأفراد الموهوبين ضمن فرق تكنولوجيا المعلومات للتركيز على المشاريع المبتكرة.
4. نموذج العمل الهجين يُضاعف الضغوطات على موظفي أقسام تكنولوجيا المعلومات
اعتمدت دولة الإمارات مؤخراً عدداً من التعديلات على قوانين العمل لديها من أجل توفير باقة من نماذج العمل المرنة بما يتناسب مع سياسات مكان العمل في عالم ما بعد كوفيد-19. وستدخل هذه القوانين الجديدة، التي أصدرها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حيّز التنفيذ في الثاني من فبراير لعام 2022، لتمنح موظفي القطاع الخاص فرصة الاختيار بين نماذج العمل المؤقتة والمرنة والوظائف الحُرّة وساعات العمل المُكثّفة والوظائف المشتركة.
5. الخطوط الفاصلة بين سُبل التواصل المهني والشخصي ستزداد ضبابية وستُضطر الشركات لاتخاذ الإجراءات اللازمة
ستجد غالبية الشركات تقريباً خلال العام الجديد نفسها في مواجهة معضلة استخدام القنوات الشخصية أو غير الرسمية لإتمام الاتصالات الوظيفية، سواءً أدركت ذلك أم لا. ويُعزى ذلك بشكل رئيسي للانتقال نحو ثقافة «العمل من أيّ مكان»، ما يدفع الموظفين لاستخدام مختلف الأدوات للتحدث مع جهات الاتصال لديهم على تنوعها. وكشفت دراسة أجرتها فيريتاس تكنولوجيز مؤخراً أنّ 87% من الموظفين في الإمارات يُشاركون بيانات شركاتهم الحساسة باستخدام تطبيقات الدردشة الفورية وأدوات التعاون بين الشركات، ولا سيما أنهم أصبحوا يقضون أوقاتاً أطول عليها.
6. الموزعون سيُضطرون إلى تبسيط المشاريع لتجاوز محدودية مهارات العملاء
تراجعت نسبة الأنظمة المُدارة من قبل المختصين بشكل واضح جرّاء شُح المهارات العالمية وتسارع عمليات التحول الرقمي، الأمر الذي يُسفر عن تراكم العديد من المشاريع لدى الكثير من الشركات. وتُشير دراسة فيريتاس إلى أنّ الشركة متوسطة الحجم ستحتاج لعامين إضافيين لتنجح في تطوير نظام أمني قادر على مواكبة إمكانات الحلول التقنية التي نشرتها خلال الأزمة الصحية. بينما سيُضطر الموزعون إلى إقناع الشركات بسلاسة نشر أيّ مشاريع جديدة ليتمكنوا من إقناعها بالمشاركة فيها، فضلاً عن تسليط الضوء على قدرتها على تقديم ما يكفي من المزايا لتكون جديرة بتأجيل المواعيد النهائية المحددة نحو تواريخ جديدة. وسيكون تبسيط الحلول والتعهد بتحمل أكبر قدر ممكن من أعباء التنفيذ كلمة السر لتحقيق أي مبيعات جديدة خلال عام 2022.
www.alroeya.com …. المصدر
التعليقات